فصل: قال البقاعي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (103)}.
يفتح الله جل جلاله أمام عباده أبواب التوبة والرحمة.. لقد بين لهم أن السحر كفر، وان من يقوم به يبعث كافرا يوم القيامة ويخلد في النار.. وقال لهم سبحانه وتعالى لو أنهم امتنعوا عن تعلم السحر ليمتازوا به على من سواهم امتيازا في الضرر والإيذاء.. لكان ذلك خيرا لهم عند الله تبارك وتعالى.. لأن الملكين اللذين نزلا لتعليم السحر قال الله سبحانه عنهما: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
إذن فممارسة السحر كفر. فلو أنهم آمنوا بهذه القضية وبأنهم يدخلون في الكفر واتقوا الله لكان ذلك ثوابا لهم عند الله وخيرًا في الدنيا والآخرة.. ولكن ما هي المثوبة؟ هي الثواب على العمل الصالح.. يقابلها العقوبة وهي العقاب على العمل السيئ.. وهي مشتقة من ثاب أي رجع.. ولذلك يسمى المبلغ عن الإمام في الصلاة المثوب.. لأن الإمام يقول الله أكبر فيرددها المبلغ عن الإمام بصوت عال حتى يسمعها المصلون الذين لا يصلهم صوت الإمام.. وهذا اسمه التثويب.. أي إعادة ما يقوله الإمام لتزداد فرصة الذين لم يسمعوا ما قاله الإمام.. وكما قلنا فهي مأخوذة من ثاب أي رجع.. لأن الإنسان عندما يعمل صالحا يرجع عليه عمله الصالح بالخير.. فلا تعتقد أن العمل الصالح يخرج منك ولا يعود.. ولكنه لابد أن يعود عليك بالخير.
ثم يعطيه لآخر ليغزله وينسجه ثوبا ويعيده إلي صاحبه.. فكأن ما أرسله من الصوف رد إليه كثوب.. ولذلك سميت مثوبة لأن الخير يعود إليك لتنتفع به نفعا عاليا.. وكذلك الثواب عن العمل الصالح يرتد إليك بالنفع العالي. إذن فكلمة ثوب جاء منها الثواب، والله سبحانه وتعالى علمنا أن الثواب لستر العورة.. والعمل الصالح يستر الأمراض المعنوية والنفسية في الإنسان.. وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: {قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} من الآية 26 سورة الأعراف.
فكأن هناك لباسين أحدهما لستر العورة.. والثاني لستر الإنسان من العذاب.. ولباس التقوى خير من لباس ستر العورة.
قوله تعالى: {لمثوبة من عند الله خير}.. انظر إلي المثوبة التي تأتي من عند الله.. إذا كان الثواب يأتيك من عند من صنعه جميلا مزركشا وله ألوان مبهجة.. إذا كان هذا ما صنعه لك بشر فما بالك بالثواب الذي يأتيك من عند الله. إنه قمة الجمال. فالله هو القادر على أن يرد الثواب بقدراته سبحانه فيكون الرد عاليا وعاليا جدا، بحيث يضاعف الثواب مرات ومرات. على أننا لابد أن نتنبه إلي قول الله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا} قلنا معنى اتقوا أنهم جعلوا بينهم وبين صفات الجلال في الله وقاية.. ولذلك قلنا إن بعض الناس يتساءل.. كيف يقول الله تبارك وتعالى: {اتقوا الله}.. ويقول جل جلاله: {اتقوا النار}.. نقول إن معنى اتقوا الله أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية: {واتقوا النار}.. أي اجعلوا بينكم وبين عذاب النار وقاية.. لأن النار من متعلقات صفات الجلال.. لذلك فإن قوله: {اتقوا الله}.. تساوي: {اتقوا النار}.. والحق تبارك وتعالى حينما قال: {اتقوا} أطلقها عامة.. والحذف هنا المراد به التعميم.. والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أن السحرة لو آمنوا بأن تعلم السحر فتنة تؤدي إلي الكفر.. واتقوا الله وخافوا عذابه في الآخرة لكان ذلك خيرًا لهم.. لذلك قال جل جلاله: {لمثوبة من عند الله خير}.
وساعة تسمع كلمة خير تأتي إلي الذهن كلمة شر.. لأن الخير يقابله الشر.. ولكن في بعض الأحيان كلمة خير لا يقابلها شر. ولكن يقابلها خير أقل. وكلمة خير هي الوحيدة في اللغة العربية التي يساوي الاسم فيها افعل التفضيل.. فأنت تقول هذا فاضل وهذا مفضول عليه.. كلمة خير اسم تفضيل فيقال ذلك خير من كذا.. أي واحد منهما يعطي أكثر من الآخر.. وكلمة خير إذا لم يأتي مقابلها أي خير من كذا يكون مقابلها شر.. فإذا قلت فلان خير من فلان.. فكلاهما اشترك في الخير ولكن بدرجة مختلفة.. والخير هو ما يأتي لك بالنفع.. ولكن مقياس النفع يختلف باختلاف الناس.. واحد ينظر إلي النفع العاجل وآخر ينظر إلي النفع الآجل.. وفي ظاهر الأمر كل منهما أراد خيرا.
وإذا أردنا أن نقرب ذلك إلي الأذهان فلنقل إن هناك أخوين أحدهما يستيقظ مبكرًا ليذهب إلي مدرسته والثاني ينام حتى الضحى، ويخرج من البيت ليجلس على المقهى.. الأول يحب الخير لنفسه والثاني يحب الخير لنفسه والخلاف في تقييم الخير.. الكسول يحب الخير العاجل فيعطي نفسه حظها من النوم والترفيه وعدم العمل.. والمجتهد يحب الخير الآجل لنفسه لذلك يتعب ويشقى سنوات الدراسة حتى يرتاح بعد ذلك ويحقق مستقبلا مرموقا. الفلاح الذي يزرع ويذهب إلي حقله في الصباح الباكر ويروي ويبذر الحب ويشقى، يأتيه في آخر العام محصول وافر وخير كثير.. والفلاح الذي يجلس على المقهى طول النهار أعطى نفسه خير الراحة، ولكن ساعة الحصاد يحصد الندم.
إذن كل الناس يحبون الخير ولكن نظرتهم ومقاييسهم تختلف.. فمنهم من يريد متعة اليوم، ومنهم من يعمل لأجل متعة الغد.. والله تبارك وتعالى حين يأمرنا بالخير.. قد يكون الخير متعبا للجسد والنفس.. ولكن النهاية متاع أبدي في جنة الخلد. إذن فالخير الحقيقي هو ما جاء به الشرع.. لماذا؟ لأن الخير هو ما ليس بعده بعد.. فأنت تولد ثم تكبر ثم تتخرج في الجامعة.. ثم تصبح في أعلى المناصب ثم تموت ثم تبعث ثم تدخل الجنة.. وبعدها لا شيء إلا الخلود في النعيم.
قوله تعالى: {لو كانوا يعلمون}.. الله ينفي عنهم العلم بينما في الآية السابقة أثبت لهم العلم في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق}.. نقول إن العلم الذي لا يخضع حركة الإنسان له فكأنه لم يعلم شيئا.. لأن هذا العلم سيكون حجة على صاحبه يوم القيامة وليته لم يعلمه.. واقرأ قول الشاعر:
رزقوا وما رزقوا سماح يد ** فكأنهم رزقوا وما رزقوا

خلقوا وما خلقوا لمكرمة ** فكأنهم خلقوا وما خلقوا

فكأن العلم لم يثبت لك لأنك لم تنفع به.. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} من الآية 6 سورة الروم.
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا.. وهكذا نفى الله عن الناس العلم الحقيقي.. وأثبت لهم العلم الدنيوي الظاهر.
وقوله جل جلاله: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} سورة الجمعة.
أي أنهم حملوا التوراة علما ولكنهم لم يحملوها منهجا وعملا.. وهؤلاء السحرة علموا أن من يمارس السحر يكفر.. ومع ذلك لم يعملوا بما علموا. اهـ.

.فوائد بلاغية:

قال في صفوة التفاسير:
البلاغة:
1- {رسول من عند الله} التنكير للتفخيم، ووصف الرسول بأنه آت من عند الله، لإفادة مزيد التعظيم والتكريم لشأن الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- {وراء ظهورهم} مثل يضرب للإعراض عن الشيء جملة، تقول العرب: جعل هذا الأمر وراء ظهره، أي تولى عنه معرضا، لأن ما يجعل وراء الظهر لا ينظر إليه، فهو كناية عن الإعراض عن التوراة بالكلية.
3- {لو كانوا يعلمون} هذا جار على الأسلوب المعروف في فنون البلاغة، من أن العالم بالشيء إذا لم يسر على موجب علمه، قد ينزل منزلة الجاهل به، وينفى عنه العلم، كما ينفى عن الجاهلين.
4- {لمثوبة من عند الله} جيء بالجملة الاسمية بدل الفعلية، للدلالة على الثبوت والاستقرار. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ} {لو} هنا فيها قولان:
أحدهما: أنها على بابها من كونها حرفًا لما كان سيقع لوقوع غيره، وسيأتي الكلام في جوابها، وأجاز الزمخشري رحمه الله تعالى أن تكون للتمني أي: لَيْتَهُمْ آمنوا على سبيل المجاز عن إرادة الله إيمانهم، واختيارهم له، فعلى هذا لا يلتزم أن يكون لها جواب، لأنها قد تجاب بالفاء حينئذ، وفي كلامه اعتزال.
و{أنهم آمنوا} مؤول بمصدر، وهو في محل رفع، وفيه قولان أحدهما وهو قول سيبوبيه: أنه في محلّ رفع بالابتداء، وخيره محذوف تقديره: ولو كان إيمانهم ثابت، وشذّ وقوع الاسم بعد {لو}، وإن كانت مختصة بالأفعال، كما شذ نصب غدوة بعد لدن.
وقيل: لا يحتاج هذا المبتدأ إلى خبر لجريان الفظ المسند والمسند إليه في صلة أنَّ.
وصحح أبو حَيَّان هذا في سورة النساء وهذا يشبه الخلاف في أن الواقعة بعد ظنّ وأخواتها، وتقدم تحقيقه.
والثاني: وهو قول المبرد أنه في محلّ رفع بالفاعلية، رافعه محذوف تقديره: ولو ثبت إيمانهم؛ لأنها لا يليها إلاَّ الفعل ظاهرًا أو مضمرًا، وقد ردّ بعضهم هذا بأنه لا يضمر بعدها الفعل إلا مفسَّرًا بفعل مثله، ودليل كلا القولين مذكور في كتب النحو.
قوله تعالى: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ اللهِ}.
في هذه اللام قولان:
أحدهما: أنها لام الابتداء، وأن مابعدها استئناف إخبار بذلك، وليس متعلقًا بإيمانهم وتقواهم، ولا مترتبًا عليه، وعلى هذا فجواب {لو} محذوف إذا قيل بأنها ليست للتمني، أو قيل بأنها للتمني، ويكون لها جواب تقديره: لأثيبوا.
والثاني: أنها جواب {لو}، فإن {لو} تجاب بالجملة الاسمية.
قال الزمخشري رحمه الله تعالى: أوثرت الجملة الاسمية على الفعلية في جواب {لو} لما في ذلك من الدلالة على ثبوت المَثُوبَةِ واستقراراها، كما عَدَلَ عن النصب إلى الرفع في {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 54] لذلك.
وفي وقوع جواب {لو} جملة اسمية نظر يحتاج إلى دليل غير مَحلّ النزاع.
قال أبو حيان رحمه الله تعالى: لم يعهد في كلام العرب وقوع الجملة الابتدائية جوابًا ل {لو}، إنما جاء هذا المختلف في تخريجه، ولا تَثْبُت القواعد الكلية بالمحتمل.
والمثوبة فيها قولان:
أحدهما: أن وزنها فعولة، والأصل مَثْوُوبَة، فَثَقُلَت الضَّمة على الواو، فنقلت إلى الساكن قبلها، فالتقى ساكنان فحذف أحدهما مثل: مَقُولة ومجوزة ومصونة ومشوبة وقد جاءت مصادر على مفعول كالمعقول، فهي مصدر نقل ذلك الواحدي.
والثاني: أنها مَفْعُلَة من الثواب بضم العين، وإنما نقلت الضّمّة إلى الثاء، ويقال: مَثْوبَة بسكون الثاء وفتح الواو، وكان من حَقّها الإعلال فيقال: مثابة كمقامة، إلا أنهم صححوها كما صححوا في الإعلال مَكْرَزَة، وبذلك قرأ أبو السمال وقتادة كمشورة.
ومعنى المثوبة أي: ثواب وجزاء من الله.
وقيل: لرجعة إلى الله تعالى خير.
قوله: {مِنْ عِنْدِ اللهِ} في محلّ رفع صفة لمثوبة، فيتعلّق بمحذوف، أي: لمثوبة كائنة من عند الله تعالى.
والعندية هنا مجاز تقدم في نظائره.
قال أبو حيان: وهذا الوصف هو المسوغ لجواز الاتبداء بالنكرة.
قلت: ولا حاجة إلى هذا؛ لأن المسوغ هنا شيء آخر، وهو الاعتماد على لام الابتداء، حتى لو قيل في الكلام: {لَمَثُوبَةٌ خَيْرٌ} من غير وصف لصح.
والتنكير في {لمثوبة} يفيد أن شيئًا من الثواب وإن قلّ خير، فذلك لا يقال له قليل، ونظيره: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ} [التوبة: 72].
وقوله: {خَيْرٌ} خبرٌ {لِمَثُوبَة}، وليست هنا بمعنى أفعل التفضيل، بل هي لبيان أنها فاضلة، كقوله تعالى: {أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا} [الفرقان: 24] {أَفَمَن يلقى فِي النار خَيْرٌ} [فصلت: 40].
قوله تعالى: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} جوابها محذوف تقديره: لكان تحصيل المثوبة خيرًا، أي: تحصيل أسبابها من الإيمان والتقوى، وكذلك قَدّره بعضهم: لآمنوا.
وفي مفعول {يعلمون} وجهان:
أحدهما: أنه محذوف اقتصارًا أي: لو كانا من ذوي العلم.
والثاني: أنه محذوف اختصارًا تقيدره: لو كانوا يعلمون التفضيل في ذلك، أو يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (104):

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما كان من الحق كما قال الحرالي إجراء الأمور على حكم ما أثبتها الحق لأنها بذلك حق هو مثال للحق المبين وصرفها إلى من لم يثبتها الحق في حيزه إفك وقلب عن وجهه فهو خيال باطل هو في باب الرأي بمنزلة السحر في الحس فهو خيال لما صحة النسبة فيه مثال اتبع الآيات الذامة للسحر الحقيقي التنبيه على السحر المجازي الذي حيلوا به الخير وقصدوا به الشر ليكون النهي عنه نهيًا عن الأول بطريق الأولى فقال ملتفتًا عن ذكرهم إلى خطاب المؤمنين الذي هو أخص من {يا بني إسرائيل} الأخص من {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة: 21] {يا أيها الذين آمنوا}، أي أقروا بالإيمان صدقوا إقراركم به بأن {لا تقولوا} للنبي صلى الله عليه وسلم: {راعنا} التي تقصدون بها الرعاية والمراقبة لمقصد الخير وخفض الجانب، فاغتنمها اليهود لموافقة كلمة سيئة عندهم فصاروا يلوون بها ألسنتهم ويقصدون بها الرعونة وهي إفراط الجهالة فنهاهم عن موافقتهم في القول منعًا للصحيح الموافق في الصورة لشبهه من القبيح وعوضهم منها ما لا يتطرق إليه فساد فقال: {وقولوا انظرنا} فأبقى المعنى وصرف اللفظ.
قال الحرالي: ففيه إلزام تصحيح الصور لتطابق تصحيح المقاصد وليقع الفرق بين الصورتين كما وقع الفرق بين المعنيين فهي آية فرقان خاصة بالعرب.
قال الأصفهاني: وهذا النهي اختص بهذا الوقت، قال الواحدي لإجماع الأمة على جواز المخاطبة بهذا اللفظ الآن وقال: {واسمعوا} أي قولوا ما أمرتكم به وامتثلوا جميع أوامري ولا تكونوا كاليهود في حملهم السماع على حقيقته وقولهم: {سمعنا وعصينا} وعطف {وللكافرين} على غير معطوف عليه مذكور مرشد إلى أن التقدير: فإن السماع أي القبول إيمان وللسامعين نعيم كريم والإعراض كفر وللكافرين من اليهود وغيرهم {عذاب أليم}. اهـ.